أنف وعقل
ــ مستطيل رأسك… وعيناك جاحظات… شكلك مفلطح ومنبعج، ومع ذلك قبلت بك حليلة… أتدرين لماذا ؟؟؟ رددت المسكينة نفس التساؤل
ــ مستطيل رأسك… وعيناك جاحظات… شكلك مفلطح ومنبعج، ومع ذلك قبلت بك حليلة… أتدرين لماذا ؟؟؟ رددت المسكينة نفس التساؤل
ــ لماذا ؟
ــ حسبتك تجيدين الطبخ، وأنا رجل همي في بطني، رائحة "الطبخ" تجلبني جلبا مهما أدى بي فأنا أوافقه. أتذكرين قصة زواجنا ؟ … كان اليوم أسود يوم في نصاعة بياض حياتي ، حين أتيت ووالدك لتسكنا البيت المجاور لبيتنا ، بل الملتصق به مباشرة إذ لا يفصل بينهما إلا جدار قياس بضع سنتمترات لا يقدر على حجب الصوت بين الاتجاهين ، ومنذ اليوم الأول الذي اصطدم أنفي بروائح طبخك أصبحت لا أقوى على مغادرة البيت حتى لا أحرم نفسي من طيب ما استنشقه من عطور تتصاعد مما تطهينه سمكا كان، أو لحما، أو مجرد خضر لا غير، وبكثرة حرصي على شم الرائحة المتسربة من ثقب( حفرته فأرة من عهد ساكنة البيت القدامى) في الجدار الفاصل بين حجرة نومي ومطبخك ، أصبحت أميز نوعية الأطعمة التي تأكلينها ووالدك وأمني نفسي بالتذوق منها ذات مرة ، حتى ان فطنت بي والدتي وجدتها فرصة وفاتحتني في موضوع الزواج منك ، أنا الذي كنت مضربا على الزواج خاصة وبنات اليوم لا يتقن الطبخ بالمرة ، وقبلت ، أجل قبلت فقد غلب أنفي عقلي وتم عقد القران ، وكم كانت سعادتي لا توصف وأنا ألتهم الأطباق الشهية المملوءة بما لذ وطاب التهاما يصل حد الشراسة أحيانا ، هل فهمت ما أقوله لك يا وجه النحس؟
ــ نعم… فهمت، كان علي أن أصارحك منذ اليوم الأول أنني لا أجيد طبخ الطعام إطلاقا، وأن والدي هو الذي سحرك بجودة طبخه فقد كان من أمهر الطهاة، حاول أن يعلمني لكنني لم أفلح في التقاط الوصفات التي كان يحاول إدخالها في ذاكرتي، وحتى لما تزوجت بك استمر يطبخ لنا، يقوم بذلك حالما تغادر المنزل لعملك اليومي، ولولا وفاته رحمه الله لبقي الحال على نفس النمط أما الآن فلا مجال إلا بالرضوخ إلى الأمر الواقع.
ــ سأطلقك وبالثلاث… ولن أسامح أنفي ما حييت
مصطفى منيغ
ــ حسبتك تجيدين الطبخ، وأنا رجل همي في بطني، رائحة "الطبخ" تجلبني جلبا مهما أدى بي فأنا أوافقه. أتذكرين قصة زواجنا ؟ … كان اليوم أسود يوم في نصاعة بياض حياتي ، حين أتيت ووالدك لتسكنا البيت المجاور لبيتنا ، بل الملتصق به مباشرة إذ لا يفصل بينهما إلا جدار قياس بضع سنتمترات لا يقدر على حجب الصوت بين الاتجاهين ، ومنذ اليوم الأول الذي اصطدم أنفي بروائح طبخك أصبحت لا أقوى على مغادرة البيت حتى لا أحرم نفسي من طيب ما استنشقه من عطور تتصاعد مما تطهينه سمكا كان، أو لحما، أو مجرد خضر لا غير، وبكثرة حرصي على شم الرائحة المتسربة من ثقب( حفرته فأرة من عهد ساكنة البيت القدامى) في الجدار الفاصل بين حجرة نومي ومطبخك ، أصبحت أميز نوعية الأطعمة التي تأكلينها ووالدك وأمني نفسي بالتذوق منها ذات مرة ، حتى ان فطنت بي والدتي وجدتها فرصة وفاتحتني في موضوع الزواج منك ، أنا الذي كنت مضربا على الزواج خاصة وبنات اليوم لا يتقن الطبخ بالمرة ، وقبلت ، أجل قبلت فقد غلب أنفي عقلي وتم عقد القران ، وكم كانت سعادتي لا توصف وأنا ألتهم الأطباق الشهية المملوءة بما لذ وطاب التهاما يصل حد الشراسة أحيانا ، هل فهمت ما أقوله لك يا وجه النحس؟
ــ نعم… فهمت، كان علي أن أصارحك منذ اليوم الأول أنني لا أجيد طبخ الطعام إطلاقا، وأن والدي هو الذي سحرك بجودة طبخه فقد كان من أمهر الطهاة، حاول أن يعلمني لكنني لم أفلح في التقاط الوصفات التي كان يحاول إدخالها في ذاكرتي، وحتى لما تزوجت بك استمر يطبخ لنا، يقوم بذلك حالما تغادر المنزل لعملك اليومي، ولولا وفاته رحمه الله لبقي الحال على نفس النمط أما الآن فلا مجال إلا بالرضوخ إلى الأمر الواقع.
ــ سأطلقك وبالثلاث… ولن أسامح أنفي ما حييت
مصطفى منيغ
No comments:
Post a Comment