Wednesday, February 11, 2009

قصة فصيرة/9

لعنة عنوسة
لمحته من بعيد فتذكرت . لم يكترث بها، وهذا أمر حسبته طبيعيا، فقد ألفت منه التعالي والتحكم المفرط في كبت مشاعره منذ سنين وإلى الحين، تذكرت لما كانت وكان، يمرحان بين الصبية والفتيان، برعمان في بستان، عينان في محيا ود ساد لزمان، تذكرت عهدا تبخر، وحبا أقبر، وتواصلا لم يعد بينهما حتى خبرا، تذكرت لما صفعها فتوردت وجنتها اليمنى المرتطمة بكف خشن ما رحم أنوثة ولا احترم أنثى
ـــ شيء تافه حصل
تمتمت تبرئ نفسها مما ظنه وقع
ـــ لم يحتمل نظرة محرقة لطرف ثالث حضر بغثة
قالت بصوت مسموع هذه المرة معللة أحقيتها في الانصراف من حياته بغير هوادة
ـــ لم يكن في وعيه فخاب في سعيه
حركت رأسها في إصرار لتؤكد على سلبية النتيجة التي حصدها بعد القرار الذي اتخذه جورا في حقها
ـــ وما نفعه الندم ، فرسائله الحبلى بالاستعطاف لم تشفع لعودته بالأحرى الارتباط ثانية
اصطنعت عنوة هذا "الشبه" إقناع حفاظا على كبريائها الغائر بين تقاليد وأعراف بالية ، المهم تذكرت إحدى الصور المؤلفة في وعيها الباطني شخصتها العنوسة كلعنة التصقت بحياتها مذ الساعة التي زارتهم في بيت العائلة " عرافة " نقشت في مخيلة الجميع
أن الفتاة ستظل عانس في الواقع الملموس ، مرتبطة في الخيال بما يقلب على نفسها " المواجع" تارة والمسرات أخرى
مصطفى منيغ

No comments: