نريد الملف
بقلم : مصطفى منبغ
جلست مقابلة له لتنظر إليه بعينين تحول بياضهما لحمرة دم وفي وقاحة وعدم احترام تخاطبه
ــ اذهب واسرق واخضر لي المال . افعل كما يفعل أسيادك الرجال
فغر المسكين فاه من هول المفاجأة. لم يكن يتصور أن يسمع منها مثل الكلام اللامسؤول مع أول أزمة مالية يتعرض لها لأسباب لا تعود إليه ، بل إلى الحالة المهيمنة على البلد في كل المجالات أساسها الركود ( المنبعث عن سوء تدبير المسؤولين ) الذي ضرب الاقتصاد والتجارة عموما بصفعة مؤلمة ، سيعاني منها هو شخصيا كسواه من التجار زمنا ليس بالقصير. ودون أن يجيبها بما يشبه قساوة طلبها المجحف هرول خارجا وقد تدبر أمرا ذا بال . أحست المغرورة بارتعاشة زهو مصحوبة بابتسامة لم تكن في انبعاثها من دواخل سحيقة في وجدانها الباطني سوى رد فعل يعبر بطريقة خاصة على انتصار أولي حققته من موقعها اتجاه بعل تعترف في قرارة نفسها أنه ضحى بما كسب وأكثر من أجلها ، ولم تنتبه إلا وطرقات قوية على باب منزلها الخارجي الذي ما كادت تفتحه في عجالة حتى اصطدمت بنظرات والدها الحادة قبل أن يلج ليرتمي بجسده على أول أريكة صادفته في قاعة الجلوس
ــ ما أصابك أبتاه ؟
سألته وحب الاستطلاع الفوري يكاد يخنق أنفاسها، خاصة وحالة والدها تدعو حقيقة للقلق وتظهر أن شيئا بليغ الخطورة أصابه
ــ مصيبة وحلت على رأسي كالصاعقة. لا أدري بماذا أجيب السيد المحافظ لحظة تقديم الحساب ؟
ــ " محافظ "؟ ، " حساب " ؟... ما هذا الهراء يا أبي ؟
ــ هراء ؟
قالها وابتسامة ماكرة تطل عليها من ملامح وجهه المتألم في عمق وهو يستطرد
ــ أنت لا تعرفين " السيد المحافظ " وما عساه يلحق بي من أضرار لا أتخيل أنا نفسي أبعادها إن تمت
ــ أبي العزيز .. أرجوك .. أعصابي لا تستحمل أكثر.. ماذا ستخسر لو أخبرتني بالمشكلة ؟
ــ ما عساي أخسره أكثر مما خسرت فعلا
ما أن أنهى هذه الكلمات حتى وقف ليصرخ وبشدة في وجهها قائلا
ــ ما عساي أخسره أكثر مما خسرت فعلا
ما أن أنهى هذه الكلمات حتى وقف ليصرخ وبشدة في وجهها قائلا
ــ إنه زوجك الملعون . لقد حضر إلى بيتي .. فتح بابه بالمفتاح الذي سبق و أعطيتك إياه لتزورينني وقتما شئت . مباشرة صعد إلى غرفة نومي ، وبعد تكسيره الدولاب الخشبي بمطرقة أظن أحضرها خصيصا للقيام بهذه العملية الحقيرة ، استولى على مبلغ من المال وملف . وقبل انصرافه ترك لي في نفس المكان من الدولاب هذه الورقة المكتوبة بخط يده(ما كاد يخرجها من جيبه حتى التقطتها من بين يديه لتقرأ بصوت عالي: )
ــ اسمع يا صهري العزيز.. أنا اللص الذي سرق ما بدولابك من مال . فعلت هذا نزولا لرغبة ابنتك زوجتي المحترمة التي أمام أول أزمة مالية تعرضت لها بسبب أمثالك وأمثال سيدك " المحافظ" إياه، طلبت مني وبكل وقاحة أن اذهب واسرق واحضر لها المال، أن أفعل كما يفعل أسيادي الرجال... فقلت في نفسي: إن كان ولا بد فلأسرق صهري العزيز فهو سارق وبامتياز. وإذا أبلغت الشرطة عني يا صهري العزيز سأقدم لهم الملف الذي عثرت عليه رفقة المبلغ المالي لتتيقن أن الحفرة التي حفرتها لي ابنتك ستكون أنت أول ساقط وسطها
تسلم الورقة إلى والدها بيد مرتعشة من جراء الصدمة وقد تحول لون محياها من انتعاش حمرة مقبول إلى شحوب وعلامات ذهول سائلة والدها بصوت بالكاد يسمع
ــ وما يتضمنه الملف ؟
ــ من جملة أوراقه واحدة تتضمن إقرارا بخط يد السيد المحافظ يؤكد لي فيه : سأشاركك ما تستولي عليه كقيمة مالية مأخوذة من صاحبنا كرشوة ، لذا تصرف كعهدي بك ، واعلم أن الوزير المعني موافق وبين يدي ما يثبت ذلك
أنساهما الانسجام مع خطورة المشكلة دخول الزوج إلى البيت ولم ينتبها إلا وصوته يخاطب الزوجة
كم تريد من المال الذي سرقته وأحضرته لك يا زوجتي العزيزة ؟
ــ وما يتضمنه الملف ؟
ــ من جملة أوراقه واحدة تتضمن إقرارا بخط يد السيد المحافظ يؤكد لي فيه : سأشاركك ما تستولي عليه كقيمة مالية مأخوذة من صاحبنا كرشوة ، لذا تصرف كعهدي بك ، واعلم أن الوزير المعني موافق وبين يدي ما يثبت ذلك
أنساهما الانسجام مع خطورة المشكلة دخول الزوج إلى البيت ولم ينتبها إلا وصوته يخاطب الزوجة
كم تريد من المال الذي سرقته وأحضرته لك يا زوجتي العزيزة ؟
يجيبا معا دون شعور
ــ نريد الملف.
ــ نريد الملف.
No comments:
Post a Comment