Wednesday, February 11, 2009

قصة قصيرة /14

اشتكيه للحكومة
لم تترك وصفا جميلا إلا وألحقته بزوجها عساه يتنازل عن موقفه المتشدد ويشتري لها تلفازا تتسلى مع ما يبثه من برامج عل غرار باقي أسر الدوار في تلك القرية الكائنة بشمال المغرب التي أخذت " الحداثة " تزحف إلى هضابه وجبالها بكيفية يطول شرحها. لكنها ككل مرة تصطدم بنفس الإجابة التي حفظها طفليهما الصغير عن ظهر قلب، حينما يصيح الزوج في وجهها
ـ أجننت يا امرأة؟ ..أو تتجرئين بمطالبتي إدخال الشيطان إلى قعر داري ؟ .. لن يحصل هذا أبدا
… وبعصبية يمسك بيد أحمد ويتجهان إلى المسجد لأداء صلاة الجمعة. لكن بعد عودتهما إلى البيت، وبينما الأم تتصنع عند استقباليهما الحزن العميق يفاجئها الطفل مخاطبا والده :
ـ ذاك الذي رأيناه في الجانب العلوي من جدار المسجد الأيمن أليس جهاز التلفاز ؟ .
يجيبه الأب وعيناه مغرورقتان بالدموع :
ـ أجل يا ولدي هو جهاز التلفاز
ـ إذن لما تحرم أمي من طلبها بشراء جهاز مثله ؟ .. الم تسمع ما قاله لك مقدم القرية بأن الحكومة هي التي أمرت بتزويد بعض المساجد بأجهزة التلفزيون ؟ . كم من مرة قلت لك أني اسمع في المدرسة كلاما متضمنا عبارات : العولمة ، الحداثة، مدونة المرأة ويتجه احمد إلى أمه قائلا ـ إن لم يحضر لك التلفاز اشتكيه للحكومةيصيح الأب في عصبية يكاد على إثرها يمزق جلبابه
ـ أأنت أحمد ولدي الذي اعرفه أم شخص آخر؟؟؟
تتدخل المرأة وبجدية تخاطب بعلها
ـ أجننت يا رجل حتى تخاطب طفلك بهذا الأسلوب ؟؟؟.أحمد على حق سأشتكيك للحكومة
مصطفى منيغ

No comments: