لا يطيق
مصطفى منيغ
قال كلاما أكبر من حجمه السياسي . ما أهمه أحدا ، فاللحظة انتظرها من مدة عساه يفجر ، ودفعة واحدة ، ما تكدس في صدره من كبت أرغمته القناعة ــ بما وضع له حدا للتعبير عن رأيه دون احتساب حوائج أخرى ، من حق أي إنسان التمتع بها ولو في الحد الأدنى ــ المضي عبر دربه المظلم، الوحيد المسلك ، يفلح في العثور عليه من يصفق بمناسبة وغيرها لأي خطيب حكومي ــ تبنى المنابر وتزين بالأعلام الملونة ــ يتفوه بكلمات حتى وإن كانت فارغة من أي فحوى يعادل ــ على الأقل ــ جهد ما بذل حتى حضر من حضر كديكور مكمل للاستماع
قال كلاما اعتبره خارج نطاق المسموح به ، تتجلى خطورته في التخلي عن الصمت كسمة تمسك بها طوال هذه المدة الممتدة لعقود خمس مضت
قال قولا ممزوجا بنبرة يحاول بها جاهدا تقليد صوت زعيم سمعه يعلن أيام الإنتخايات نيته في إقامة مطحنة صناعية داخل الحي الذي يقطنه تسحق الجور واللامبالاة والفقر ، وتحول كل شائبة مضافة إلى دقيق يشبع الأفواه الجائعة ، ويخرص السنة المضربين عن الطعام
قال ثم كرر ما قال إلى أن شعر بأنياب كلبه الأليف تنغرس في لحم ذراعه الأيمن الذي طالما حركها في انفعال وهو يقول ويزمجر
في المستشفى سأله الطبيب المعالج
ــ لما عضك الكلب وأنت تؤكد أنه كلبك الأليف الذي أطعمته بنفس اليد الذي أجهش عليها ليأكلها ؟ . لما تصرف معك هكذا ونحن نعلم أن الكلب صديق وفي للإنسان
ــ منذ أن تركته في عهدة جاري ضابط الاستخبارات إبان سفري لمدة شهر قضيته في دولة جارة . الغريب بمجرد استلامه ثانية أحسست بتحوله إلى حيوان آخر لا يطيق سماع حتى صوتي
مصطفى منيغ
مصطفى منيغ
قال كلاما أكبر من حجمه السياسي . ما أهمه أحدا ، فاللحظة انتظرها من مدة عساه يفجر ، ودفعة واحدة ، ما تكدس في صدره من كبت أرغمته القناعة ــ بما وضع له حدا للتعبير عن رأيه دون احتساب حوائج أخرى ، من حق أي إنسان التمتع بها ولو في الحد الأدنى ــ المضي عبر دربه المظلم، الوحيد المسلك ، يفلح في العثور عليه من يصفق بمناسبة وغيرها لأي خطيب حكومي ــ تبنى المنابر وتزين بالأعلام الملونة ــ يتفوه بكلمات حتى وإن كانت فارغة من أي فحوى يعادل ــ على الأقل ــ جهد ما بذل حتى حضر من حضر كديكور مكمل للاستماع
قال كلاما اعتبره خارج نطاق المسموح به ، تتجلى خطورته في التخلي عن الصمت كسمة تمسك بها طوال هذه المدة الممتدة لعقود خمس مضت
قال قولا ممزوجا بنبرة يحاول بها جاهدا تقليد صوت زعيم سمعه يعلن أيام الإنتخايات نيته في إقامة مطحنة صناعية داخل الحي الذي يقطنه تسحق الجور واللامبالاة والفقر ، وتحول كل شائبة مضافة إلى دقيق يشبع الأفواه الجائعة ، ويخرص السنة المضربين عن الطعام
قال ثم كرر ما قال إلى أن شعر بأنياب كلبه الأليف تنغرس في لحم ذراعه الأيمن الذي طالما حركها في انفعال وهو يقول ويزمجر
في المستشفى سأله الطبيب المعالج
ــ لما عضك الكلب وأنت تؤكد أنه كلبك الأليف الذي أطعمته بنفس اليد الذي أجهش عليها ليأكلها ؟ . لما تصرف معك هكذا ونحن نعلم أن الكلب صديق وفي للإنسان
ــ منذ أن تركته في عهدة جاري ضابط الاستخبارات إبان سفري لمدة شهر قضيته في دولة جارة . الغريب بمجرد استلامه ثانية أحسست بتحوله إلى حيوان آخر لا يطيق سماع حتى صوتي
مصطفى منيغ
No comments:
Post a Comment