القول ثم الاختفاء
مصطفى منيغ
فكر في الماضي قبل المستقبل، فما أراد التسليم برصيده النضالي بمثل الخضوع وعدم الحصول على تعويض محترم ينسيه الأيام السوداء التي قضاها مكررا نفس أنين الألم، كانت الرغبة التي اجتاحته أقوي من أي عناد يكابر به كآخر ما تبقى له من تلك الإرادة التي طالما أظهرها لرفاقه في الحزب، حينما كان الحزب حزبا ، وأخيرا قبل بالأمر الواقع ، إذ لا مناص من خوضه التجربة الجديدة ، تجربة السكوت عوض إبداء الرأي، وطأطأة الرأس نحو المنحدر البغيض كأدنى حركة يعبر بها عن أي قناعة والمطلوب إبداؤها بابتسامة لا تفارق الوجه، ولتكن في مستوي إظهار العوارض مهما كانت أحوالها الصحية
مسكين ذاك الرجل الذي أسكنوا عقله أن البلد لا يمكن التقدم خطوة واحدة إلى الأمام دون إعطاء قادة الحزب المناصب الحكومية ، وأن لا تقل عن درجات الوزراء الحاصلين على حقائب ولهم دواوين ويكثر التلفزيون الرسمي من متابعة أنشطتهم الرائدة في تحريك كل متجمد فكرا كان أو عربة مصفحة مصوب فوهتها لصدور من يعارضهم ، إذ لا حق لأحد أن يعارض كما كانوا يعارضون ، المعارضة من اختصاصهم أحب ذلك من أحب أم كره من كره. مسكين هذا الرجل الذي وجد نفسه أمام قاضي محكمة خاصة للنظر في ملفه المثقل بسلسلة من التهم الخطيرة التي اقل ما يستحق عليها عشر سنوات سجنا نافذا . مسكين هذا الرجل الذي خاطبه من كان يرأس فريق توزيع المناشير في البوادي قائلا : غدا سيتحدث عنك التاريخ بصوت كالرعد ، وسيحييك الجميع تحية المكنون حبه في الصدر، ستأكل ما يرضيك من تفاح، وموز، وكرز، و كمثري، وبرتقال، وتين،وتمر، وصبار، وستشرب من السوائل ما يستغرب في تنوعها العقل والعين من ألوانها تحار، سكناك سيضم بستانا يمرح خاطرك داخله مرح الطاووس مزهوا في انتفاخه ، وحركتك لن تتم إلا وقوافل الحراس تزيح من قدامك المتطفلين الراغبين في التعرف عليك . غدا يا سيدي ستكون أنت، وأنت ستكون الغد.
مسكين هذا الرجل الخارج من السجن، ولا يدري أين يتجه سوي البحث عن محدثه من أعوام عشرة ، رئيس فريق توزيع المناشير في البوادي ، أول وهلة فرح ، لكن حينما منع من لقائه في تلك الوزارة التي أصبح الوزير المدلل فيها ، قرر البحث عن عمل شريف يبتدئ به حياته الجديدة ، فلم يجد غير وظيفة منظف لأدوار تلك الوزارة التي صديقه في الحزب، رئيس فريق توزيع المناشير في البوادي، هو الوزير فيها … ويفكر هل يقبل بها أم ؟؟؟؟؟؟؟؟.
مصطفى منيغ
فكر في الماضي قبل المستقبل، فما أراد التسليم برصيده النضالي بمثل الخضوع وعدم الحصول على تعويض محترم ينسيه الأيام السوداء التي قضاها مكررا نفس أنين الألم، كانت الرغبة التي اجتاحته أقوي من أي عناد يكابر به كآخر ما تبقى له من تلك الإرادة التي طالما أظهرها لرفاقه في الحزب، حينما كان الحزب حزبا ، وأخيرا قبل بالأمر الواقع ، إذ لا مناص من خوضه التجربة الجديدة ، تجربة السكوت عوض إبداء الرأي، وطأطأة الرأس نحو المنحدر البغيض كأدنى حركة يعبر بها عن أي قناعة والمطلوب إبداؤها بابتسامة لا تفارق الوجه، ولتكن في مستوي إظهار العوارض مهما كانت أحوالها الصحية
مسكين ذاك الرجل الذي أسكنوا عقله أن البلد لا يمكن التقدم خطوة واحدة إلى الأمام دون إعطاء قادة الحزب المناصب الحكومية ، وأن لا تقل عن درجات الوزراء الحاصلين على حقائب ولهم دواوين ويكثر التلفزيون الرسمي من متابعة أنشطتهم الرائدة في تحريك كل متجمد فكرا كان أو عربة مصفحة مصوب فوهتها لصدور من يعارضهم ، إذ لا حق لأحد أن يعارض كما كانوا يعارضون ، المعارضة من اختصاصهم أحب ذلك من أحب أم كره من كره. مسكين هذا الرجل الذي وجد نفسه أمام قاضي محكمة خاصة للنظر في ملفه المثقل بسلسلة من التهم الخطيرة التي اقل ما يستحق عليها عشر سنوات سجنا نافذا . مسكين هذا الرجل الذي خاطبه من كان يرأس فريق توزيع المناشير في البوادي قائلا : غدا سيتحدث عنك التاريخ بصوت كالرعد ، وسيحييك الجميع تحية المكنون حبه في الصدر، ستأكل ما يرضيك من تفاح، وموز، وكرز، و كمثري، وبرتقال، وتين،وتمر، وصبار، وستشرب من السوائل ما يستغرب في تنوعها العقل والعين من ألوانها تحار، سكناك سيضم بستانا يمرح خاطرك داخله مرح الطاووس مزهوا في انتفاخه ، وحركتك لن تتم إلا وقوافل الحراس تزيح من قدامك المتطفلين الراغبين في التعرف عليك . غدا يا سيدي ستكون أنت، وأنت ستكون الغد.
مسكين هذا الرجل الخارج من السجن، ولا يدري أين يتجه سوي البحث عن محدثه من أعوام عشرة ، رئيس فريق توزيع المناشير في البوادي ، أول وهلة فرح ، لكن حينما منع من لقائه في تلك الوزارة التي أصبح الوزير المدلل فيها ، قرر البحث عن عمل شريف يبتدئ به حياته الجديدة ، فلم يجد غير وظيفة منظف لأدوار تلك الوزارة التي صديقه في الحزب، رئيس فريق توزيع المناشير في البوادي، هو الوزير فيها … ويفكر هل يقبل بها أم ؟؟؟؟؟؟؟؟.
No comments:
Post a Comment